الدكتور علي السنوسي : " الأوزون " ثورة طبية في علاج مضاعفات السكري
أكد الدكتور علي السنوسي، الاستشاري في مجال العلاج بالأوزون والأوكسجين النشط ، أن مرض السكري يُعدُّ من التحديات الصحية الكبرى التي تواجه ملايين الأشخاص حول العالم، حيث تتسبب اضطراباته في العديد من المضاعفات الصحية التي تؤثر على جودة حياة المرضى ، ومع تطور الأبحاث الطبية، ظهر العلاج بالأوزون كوسيلة واعدة للتخفيف من تداعيات المرض وتعزيز صحة المرضى.
السكري ومضاعفاته الصحية
ويقول الدكتور علي السنوسي إن مرض السكري يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إفراز كميات كافية من الأنسولين أو عندما يصبح الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين بكفاءة، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم. ويترتب على ذلك انخفاض في طاقة الجسم وارتفاع خطر الإصابة بمضاعفات متعددة، مثل ضعف المناعة، التهابات الأعصاب الطرفية، ضعف الدورة الدموية، بطء التئام الجروح، والتأثيرات السلبية على وظائف الكلى والقلب والعينين.
تأثير السكري على الجسم
ويستعرض الدكتور علي السنوسي أبرز تأثيرات مرض السكري على الجسم ، والتي جاءت كالأتي :
إصابة الأعصاب الطرفية ، حيث يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى خلل في التمثيل الغذائي للخلايا العصبية، مما يقلل من تدفق الدم إليها ويؤدي إلى التهابها. يعاني المريض من تنميل، وخز، وإحساس بالحرقان في القدمين، وقد يتفاقم الأمر إلى فقدان الإحساس تمامًا، مما يزيد خطر الإصابة بالجروح دون أن يدرك ذلك.
أمراض القلب والأوعية الدموية ، و يزيد السكري تدريجيًا من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل تصلب الشرايين، الذبحة الصدرية، السكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم. كما تؤدي المستويات المرتفعة من السكر إلى تلف الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى القلب والدماغ والأطراف.
القدم السكري ، والتي تعتبر من أخطر مضاعفات السكري، حيث يمكن أن تؤدي الجروح البسيطة إلى التهابات حادة قد تتطور إلى غرغرينا، مما يستلزم البتر في بعض الحالات. ضعف الدورة الدموية والاعتلال العصبي يجعل القدم أكثر عرضة للإصابات والعدوى.
إصابة الكلى ، و تؤدي المستويات العالية من السكر في الدم إلى تدمير الأوعية الدموية الدقيقة في الكلى، مما يقلل من كفاءتها في تصفية الفضلات، وقد يصل الأمر إلى الفشل الكلوي.
تلف العين ، و يؤثر السكري على شبكية العين بسبب تمدد جدران الشعيرات الدموية ونزيفها، مما يسبب ضعف الرؤية وقد يؤدي إلى العمى في الحالات المتقدمة. كما يرتبط المرض بزيادة مخاطر الإصابة بالمياه البيضاء والزرقاء.
اضطرابات الأداء الجنسي ، حيث يعاني بعض مرضى السكري من ضعف الانتصاب لدى الرجال وتراجع الرغبة الجنسية لدى النساء نتيجة اضطرابات الدورة الدموية والتأثيرات العصبية للمرض.
الأوزون.. علاج واعد لمضاعفات السكري
ويوضح الدكتور علي السنوسي أن "الأوزون هو شكل نشط من الأكسجين، أثبت فعاليته في تحسين العديد من المشكلات الصحية المرتبطة بالسكري ، فهو يعمل على مكافحة البكتيريا والميكروبات عبر تدمير جدارها الخلوي، مما يجعله علاجًا فعالًا للالتهابات البكتيرية التي تصيب مرضى السكري".
ويتابع : "الأوزون أيضًا يحفز جهاز المناعة، حيث يساعد في زيادة إنتاج الإنترفيرون والإنترلوكين، وهما من المواد التي تعزز مناعة الجسم، مما يسهم في محاربة العدوى وتسريع التئام الجروح ، كما أنه يحسن الدورة الدموية عن طريق منع التصاق كريات الدم الحمراء ببعضها البعض، مما يسهم في تحسين تدفق الدم إلى الأطراف والأعضاء الحيوية".
كما يعمل على تقليل مستويات السكر في الدم ، حيث يساهم الأوزون في تحسين عمليات التمثيل الغذائي وتحفيز البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين، مما يساعد في ضبط مستويات السكر في الدم.
تحسين صحة الأعصاب وتقليل مستويات السكر
ويؤكد الدكتور السنوسي أن "الأوزون لا يقتصر على علاج الالتهابات فحسب، بل يساعد أيضًا في تقليل مستويات السكر في الدم عبر تحسين عمليات التمثيل الغذائي وتحفيز البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين. كما أنه يعزز من صحة الأعصاب عن طريق زيادة مستويات الأكسجين في الأنسجة، مما يساعد في تخفيف آلام الأعصاب الطرفية وتحسين الإحساس لدى المرضى".
علاج تكاملي وليس بديلاً عن الطب الحديث
يختتم الدكتور السنوسي حديثه قائلاً: "رغم الفوائد العديدة للعلاج بالأوزون، فإنه لا يمكن اعتباره بديلًا عن العلاجات التقليدية، بل يُستخدم كإضافة داعمة لتحسين النتائج الصحية لمرضى السكري. ومع استمرار الأبحاث، يزداد الأمل في تطوير استخدامات الأوزون في المجال الطبي، مما يعزز من جودة حياة المرضى ويحد من المضاعفات الخطيرة للمرض".
المصريون والسكري.. ريادة تاريخية
ويشير الدكتور السنوسي إلى أن المصريين القدماء كانوا من أوائل من وثّقوا أعراض مرض السكري، حيث تم اكتشاف برديات تعود إلى عام 1550 قبل الميلاد تصف أعراض المرض، مما يعكس ريادة المصريين في دراسة الأمراض المزمنة